يا ابني آنا تحت الدلف والدمع سح مزراب

يا ابني

آنا تحت الدلف
والدمع سح مزراب
آنا ديموقراطي مافي فرق بين البنت والولد كُلكُم أحباب
يا ابني أقصد البنت والاشناب

واقول

خليـك يا ابـني عـن الغربــة والاغتـراب
تعيـش حياتــك في عـذاب في ســراب
الغربـة يا ابـني مهمـا كانـت الأسبــاب
فيهـا ضيـاع كـل القيَّـم حـتى الشبـاب
بالغربـة يا ابـني تهجـر الآهـل والأحبـاب
عنوانهــا بخــط عريـض الشَّعَـر شـاب
اسـأل مجـرب ولا تسـأل طبيــب مرتـاب
اسـأل مـن جـرَّب الغربـة ما الهـاش جواب
اسـأل التاريـخ أسـال هـل عندي جــواب
لامُتعـــة للطعــام ولا حـتى الشــراب
الغربـة نفـخ بالكـور مـش آكلـة كبـاب
الغربة شعلة نار اسأل أبو عاصم اسأل آبو جيّاب
الشمـس في الغربـة غـروب حـر واهبـاب
وانهـارهـا عتـم الـدروب والحـظ خـاب
والغربـة مُش إقـدام كلهـا هـروب واحساب
الغربـة يا ابـني صـدا حـديـد سكـرآب
يمُـر علَـيْ أيـام أسـير باخبـوت واشعـاب
وامشـي وآنـا حـافي لا كنـدرة ولاشَـرّاب
ورم في إقدامــي حُفـر شقـوق بكعــاب
كأنها الطبيعة اللي ربي خلق جبال وسهول وشعاب
أكـد واكـدح ما ارتجـي بعـد العمر ما غاب
صـار العُــمُر أدنى مـن قوسـين أو قــاب
والحمل صـار ثقيـل والظهر مهما حمل آو جاب
مثـل اللي يحمل عظهره برذعة واركاب واجراب
كل يوم أمسك قلم عسى اكتب وما اكتب جواب
لا آمــل في الـرَّد والخطـأ اصبـح صـواب
والحُـبْ غبَّـش عـا القـلب مثـل الضبـاب
والقلـب يا ابـني شـاخ اصبـح في ارتيــاب
أمسيـت يا ابني با الغربة عيـون بلا أهـداب
أُمسـي وأَصبـح حزين جالس علـى أعتـاب
والقطـا كـبرِت والـروح أمست عالا بواب
فتِّـح عيونـك يا صـبي واِقـرى ها الكتـاب
الغـربـة يا ابني تاريخ واوراق معلَّقة بمشجـاب
والغـربـة نظـام الغـاب باالسـِّنْ والنـابْ
والغربة قرع طبول باسطنبول وقـرع ها البواب
والغربـة إلهـا سبـب عـدِّدْ هـاالسْبـاب
يا غُربـتي يا دمعة تقطـر من جفون وأهـداب
الصــبر ويـن الصــبر الصــبر غـاب
قالـوا أبـوك روَّحْ جاب با الله شـو جـاب
يحمـل عكتفـو همـوم السنـين وِتــراب
تقـول عنُّـه جمــل لاجمَّــال الصعـاب
يكـد يكـدح يشُـق الصخـر ما هــاب
وسنـين مـرَّت والعمـر مـرْ مـر السَّحاب
والألم يابـني يمـرح رُمـح في القلـب صـاب
وِشْ صـاب صـاب القلب صـاب لأحبـاب
يا ابـني كنـتْ شاب صِرت أحبـو عالبـواب
وإنـتْ يا ابـني غبـت عني وأغلقت لابواب
بحثت عنَّكْ في خيالي في الشِعِرْ في كاس الشراب
ما شُفتْ لك صورة في الخيـال يا أعز لاصحاب
خيالـك يا بوي مثل القمـر إن طَـلْ غـاب
آخ يا بوي غيبتـك عني تقطر من دمي مز راب
كأني تحت الدلـف والدمـع سـح مـزراب
وآنـا مشتـاق يا ابني تفتـح علَيْ لاِبـواب
حتى الفرح بغيابك ما عُدت أنا وإيـاه أصحاب
صِرت أنا وإياك في الغربة وآنا وانـت أغراب
مين منـا الغريـب ما عنـدي لـك جـواب
أدعـي لـك في صلاتي وآنا جالس بمحـراب
ادعـي لرب الكـون ما يصـد لـك بـاب
وان طلبــت نُنْ عيـني يا ابـني لا تـهاب
أنا كُلـي وبعضي لك وكـل ما في ها الجراب

وآنا يا ابني

بظل جالس من أجلك تحت الدلف
والدمع يسح مز راب شعر